محمد أشرف
مدير المبيعات والتسويق
Era Real Estate
كما يقولون: “أفضل استثمار على الأرض هو الأرض نفسها…”
يتطلب الطموح لتحقيق أمور عظيمة في الحياة تغييراً جذرياً يدفعنا للخروج من حيزنا الضيق المريح الذي اعتدنا عليه. في كثير من الأحيان يكون السبيل الوحيد لتحسين حياتنا هو الاندفاع نحو تغيير كبير. لقد تغير وجه صناعة الإنشاءات والبناء بشكل كبير في آخر عقدين من الزمن – ولا بد علينا تبعاً لذلك أن نغير نهجنا في إدارة العقارات وصيانتها.
التغيير هو العامل الوحيد الثابت، وفي سبيل مواكبة التقدم الكبير الحاصل في مشاريع التطوير العقارية، من المهم أن ندرك الحاجة لتطوير نهج عملنا، والتكنولوجيا التي نستخدمها، والطريقة التي نتفاعل بها مع بعضنا البعض. إن إدارة عقار ما ليس أمراً بسيطاً يتلخص فقط في شرائه، وإنما يتطلب إشرافاً دقيقاً لا تستطيع أي جهة إدراكه أو تقديمه إلا وكالات مدربة في هذا المجال. يمكن فقط لمثل هذه الجهات المدربة التي يكون من مصلحتها الحفاظ على العقار، أن تدير جميع الجوانب الفنية بشكل مرضي، خصوصاً مع تطور التكنولوجيا التي تتيح استخدام الطاقة بفعالية، وإعادة تدوير المصادر، وإدارة المخلفات وغيرها.
شهد بناء العائلة تحولاً أدى إلى الانتقال من المنازل الكبيرة التي تضم العائلة الممتدة، إلى منازل العائلة النووية، حيث أصبح الناس يفضلون الراحة على التقاليد مع مرور الزمن. ومع تشارك النساء والرجال في كسب الرزق والمساهمة في دخل العائلة، فمن غير المستغرب أن كليهما ينظر للمنزل كملاذ من مسؤوليات العمل اليومية، وليس كبيئة عمل إضافية عليهم إدارتها. ولهذا، تُصمم المنازل بأفضل وسائل الراحة الفاخرة، وهذا يجلب معه بالطبع ثمناً باهظاً – إلا أن هذه ضرورات لا بد منها للمهنيين الواعين اليوم. وبالرغم من هذا، غالباً ما يُستخف بجانب الصيانة الذي يشكل في الواقع أهم جانب من الاستثمار العقاري.
لقد تطورت المنازل من مجرد وحدات سكنية منفردة لتصبح جزءً من بلدات معقدة، ويتطلب كل نوع من أنواع العقارات خطة صيانة خاصة به. وهذا لا يشمل إدارة الآلات فحسب – مثل مصانع معالجة الفضلات، ومصانع معالجة الماء، وبرك السباحة، والأجسام المائية، والنوادي الصحية، والملاعب الداخلية، وأنظمة توزيع الطاقة، والمولدات الاحتياطية، والمصاعد، وغيرها – وإنما يشمل أيضاً مجموعة من الخدمات الأخرى مثل التدبير المنزلي، والبستنة، والأمن، وحتى إدارة الأشخاص. كما أن الامتثال والحرص على التقيد بالقوانين الداخلية هو جانب آخر يمكن إهماله مع افتقار المعرفة بهذه الأمور. إضافة إلى إهمال النظرة التحليلية نحو تحسين الإدارة العقارية في معظم الأحيان – وذلك من خلال البيانات الضخمة، وهو مجال يشهد نمواً سريعاً وتزداد أهميته باستمرار، ويمكن تطبيقه والاستفادة منه حتى في إدارة العقارات.
فتخزين وتحليل بيانات الصيانة واتجاهاتها وأنماطها تساعد الوكالات في اتخاذ قرارات ذكية لتحسين العمليات، وتوقع الأعطال والتخفيف من آثارها.
أما العقارات التجارية فهي في حيز يختلف عن غيرها من العقارات، ويتطلب كل نوع من المشاريع نهجاً مختلفاً للصيانة، سواء كان لبيع التجزئة أو كمساحات مكتبية أو مشروعاً صناعياً أو حتى أنواع جديدة من العقارات مثل مراكز البيانات. إن الانتقال من الإدارة العشوائية إلى الإدارة المنظمة الفعالة قد يكون مشروعاً بحد ذاته يتبعه خطط متخصصة للصيانة الاحترازية للمعدات العالية التقنية التي ترتبط عادة بمثل هذه المشاريع. لقد ولت تلك الأيام التي كان التدبير المنزلي الأساسي والأمن يكفيان كنموذج خدمة جيد. تستدعي البيئات المعقدة في يومنا هذا منهجاً مقابلاً يعالج كافة تفاصيلها ويسمح لها بالعمل على أكمل وجه. من شأن التعامل مع الصيانة بشكل جيد وفعال رفع قيمة العقار بمعدل أسرع بكثير والإطالة في عمره أكثر بكثير مما هو متوقع.
وكما هو الحال مع أي خدمة متخصصة أخرى، يأتي هذا الجانب بتكلفة. ولكن، يجب أن يتقبل المجتمع اليوم أهمية هذا الاستثمار للحفاظ على الأصول، حيث أن الصيانة الجيدة ستجلب الفائدة على المدى الطويل. ومن المهم أيضاً وجود مستشارين لتوجيه المُلّاك نحو الحلول المناسبة لعقاراتهم.
يمكنك أيضًا البحث عن:
شقق مراسي البحرين
بيوت للايجار في سند