رنيم العرادي
مسؤول الإدارة والتدريب
جدارة للعقارات
تلقّى السوق العقاري ضربةً قاسية خلال الجائحة، فقد هُجرت عقارات فاخرة، وتأجلت أعمال الإنشاء والمشاريع الكبيرة بملايين الدولارات حتى إشعار آخر. لم يكن لأيٍ من هذا أن يخطر على البال قبل سنتين، ولكن بالرغم من هذه الأضرار، سيعود القطاع للازدهار في المستقبل، مما يتطلب من الوكالات العقارية الاستعداد للتعامل مع ارتفاعٍ مرتقب حاد في أعداد المقبلين على الشراء حالما تستقر الأوضاع.
مع تعمّق أزمة كوفيد-19 الواسعة التأثير وضعضعة حال الأسواق في أنحاء العالم، لا يستطيع أحد من الأفراد أو الشركات أن يضمن خروجه من الأزمة دون أن تلحق به بعض الآثار السلبية.
ولكن، لعل هناك أمل مشجع في محاولة التشبث والثبات في السوق وتعزيز الاستدامة في أنحاء البلاد والمناطق. فمن المعروف أن معظم القطاعات عانت من خسائر مالية كبيرة، لكن هذا أدى إلى خلق بيئة داعمة أكثر شجعت منصات أخرى للنهوض وأتاحت للتكنولوجيا فرصة لعب دور حيوي في سبيل استهداف أسواق وجماهير محددة. لم تكن محاولة إعادة الأسواق لحالتها السابقة والالتزام بتوجيهات لجنة كوفيد-19 في ذات الوقت أمراً سهلاً أبداً. ولكن هذه الجهود كانت كافية وأعطت للتكنولوجيا فرصة أكبر للتوسع والنمو وتوفير بديل حيوي فعال للتفاعل البشري المباشر.
تتمثل الطريقة الفضلى لحماية العقارات من الخسارة أثناء الجائحة بتوفير الأساليب الفعالة الميسورة في دعم المستخدمين وتقديم كافة التفاصيل التي يحتاجونها عن بعد. وقد أصبح الكثيرون يعتقدون بنجاعة البيع من المنزل بدلاً من الاضطرار للقدوم لمكان العمل والبيع من هناك، تزامناً مع فرض شروط العمل من المنزل في حالة بعض الشركات والمؤسسات.
تبنت بعض الأعمال هذا التفكير وأدمجته في استراتيجياتها طويلة الأمد، مما أدى إلى تسهيل ورفع مستوى تجربة كل من المستخدمين والشركات. نأمل ألا تبقى الظروف على ما هي الآن وألا تسوء الحال وتستدعي ذلك بشكل دائم. فبالرغم من فعالية ومرونة العمل من المنزل براحة، إلا أن إبرام صفقات البيع بالطريقة التقليدية بوجود الأطراف المعنية بشكل فعلي معاً يساعد في إضفاء مصداقيةٍ أعمق على هذه المعاملات مما يُطمئِن المشتري لوجوده هناك ولعبه دوراً فعلياً في الصفقة. وفي نفس الوقت، يجب أن نراعي تردد بعض المشترين وشعورهم بعدم الراحة والثقة للالتقاء بفريق المبيعات في هذه الظروف غير المسبوقة لرؤية العقار، ونتيجة لهذا، يجب التأكيد للعملاء على الاهتمام بتطبيق إجراءات السلامة العامة، وهذا ما قامت به العديد من الشركات لمواصلة النجاح وتخطي الظروف الصعبة في ظل الجائحة.
بالرغم من صعوبة الظروف والحاجة لاتخاذ بعض الإجراءات القاسية، إلا أن السيطرة على الوضع ليس بالأمر المستحيل. وقد يكون هذا الزمن شاهداً على نهوض مشاهدة العقارات رقمياً، فالتكنولوجيا بدأت تفرض نفسها على كل من هو على استعداد للاستفادة منها. ومن أهم ما أصبح جلياً في زمن الجائحة هو أن التكنولوجيا سترافق بيع العقارات لا محالة في المستقبل.
نُشر هذا المقال كجزء من الإصدار السادس من تقرير اتجاهات بروبرتي فايندر البحرين.
:يمكنك أيضًا البحث عن
بيوت للبيع في الحجيات
بيوت للبيع في مدينة عيسى