التسويق العقاري في ظل أزمة كورونا

 

 

 

 

 

حسين رجب أيوب
مدير شركة بروبرتي إن العقارية
خبير عقاري دولي معتمد

تحديات كبيرة تواجه السوق العقارية في البحرين والمنطقة والعالم منذ عدة سنوات، وجاءت أزمة كورونا “كوفيد-١٩” لتضاعف من هذه التحديات والمصاعب، وسط منافسة قوية وسوق اتجهت نحو الركود مع قرارات الإغلاق الجزئي ومخاوف الناس من الشراء والاقتراض أو الدخول في الاستثمار.

إلا أن بوادر انتعاش مشجعة برزت خلال الأسابيع الأخيرة في قطاعات تجارية مختلفة، في مقدمتها العقار،الذي يُعرف بأنه واحد من أكثر القطاعات”أماناً” في الاستثمار، الأمر الذي يشّجع الراغبين في تحريك أموالهم على ضخها في القطاعات الأكثر استقرارًا ومأمونية على المدى البعيد على اختيار الاستثمار في العقار.

يتيح ذلك بالضرورة فرصا ينبغي اقتناصها من العاملين في قطاع التسويق العقاري ،سيما على صعيد التعريف بـ “مزايا القوة” التي يملكها “العقار” في السوق البحرينية والمقومات التي تدعم ديمومته واستقراره، وتشجع على اتخاذ قرار الاستثمار فيه، سيما في هذا الوقت الذي ما زالت أسعار العقار فيه منخفضة مقارنة بسنوات سابقة، مع احتمالية ارتفاع الأسعار بشك ل تدريجي في ظل التو ّجه العالمي للتعايش مع فايروس كورونا “كوفيد-١٩”، الأمر الذي يجعل من قرار “الشراء” الآن فرصًة ذهبية،سواء للراغبين في الاستثمار،أو حتى السكن.

وهنا تبرز نقطة أخرى، بشأن أدوات الترويج العقاري، التي تحتاج على الدوام إلى تطوير الأساليب والطرق، واستثمار كافة الإمكانيات التكنولوجية المتاحة، في عملية تتطلب على الدوام مواكبة المتغيرات السريعة والهائلة.

ولاشك أن أزمة الكورونا أجبرت قطاعات كبيرة على الاعتماد بشك ل أكبر على الوسائل الإلكترونية في تسيير أعمالها بشكل عام، وفي عمليات الدعاية والاعلان والتسويق بشك ل خاص، وهو الأمر الذي يتطلب من الشركات العاملة في القطاع العقاري مضاعفة حضورها في تلك الوسائل بكافة الأشكال والطرق، وتخصيص المزيد الموازنات لضمان حضور مميزّ وقوي.

إلا أن ذلك ينبغي أن يترافق مع المزيد من الحذر، حيث تنشط الكثير من الحسابات والمواقع في الترويج العقاري دون قاعدة جماهيرية “حقيقية”، أو بـ “قواعد جماهيرية لا يشكل العقار” أيّ من اهتماماتها أو قدراتها”، فمثلا: ماذا أجني من الإعلان في حساب يتابعه مئات الآلاف من المتابعين الذين حصل عليهم في مسابقات أو بشراء المتابعين أو غيرها من الطرق الاحتيالية، كالطرق التي تعتمد أسلوب جذب الأطفال لحساب بمحتوى معين، ثمّ بيع الحساب في السوق السوداء وإعادة صياغة هوية الحساب بحسب النشاط الذي يعمل فيه المشتري.

لذلك تبرز هنا ضرورة التخطيط الواعي والنظرة الحصيفة المتأنية لمنصات الترويج الاعلامي، والتي يجب أن تشمل خطة مبنية على سلة من ّوعة من الحضور الإعلامي الذي يجمع بين التقليدي والحديث، ويوازن بين الحفاظ على شبكة علاقات قوية في الواقع الحقيقي وبين التواجد في العالم الافتراضي، بالإضافة إلى تنويع طرق التسويق والوسائل بحيث يكون له موطئ قدم في جميع الوسائل المفيدة ،مراعيا ً بذلك تو ّجهات السوق وأسلوب الخطاب، وتلك قصة أخرى ربمّا نتحدث عنها في مقال لاحق.

نُشر هذا المقال كجزء من الإصدار السادس من تقرير اتجاهات بروبرتي فايندر البحرين.

:يمكنك أيضًا البحث عن
عقارات البحرين
شقق مفروشه البحرين